مقالات واراءمنوعات ومجتمع

التلوث الاجتماعي

احجز مساحتك الاعلانية

كتب حازم مطر
التلوث الاجتماعي هو ذلك الخلل والمرض الذي يصيب المجتمعات والامم, ويظل يتخلل بناء المجتمع ووظائفه حتي يسيطر عليها تماما, فالتلوث الاجتماعي مثل السرطان الخبيث حيث اذا تمكن من امة او مجتمع كان لابد من بتره, فنري من حولنا العديد من المجتمعات والدول التي تمكن منها التلوث الاجتماعي, لدرجة ان الثورات نفسها لم تقضي عليه, لان الثورات بصفة عامة وثورات الربيع العربي بصفة خاصة عالجة الظواهر وعوارض السرطان ولكن المرض مازال موجود, بل يتلون الفيرس في اشكال اخري ليحمي نفسه من العلاج مرة اخري.
هذا الورم الخبيث يستهدف عقيدة يستهدف قيم يستهدف ثقافة, ولا يتبع الا استراتيجيتين وهما الاول التفتيت والتقسيم, والثانية تمكين غير المخلصين, ومن هنا يحافظ السرطان علي نموه طالما المجتمع مفتت ومقسم وكلا مشغول بحاله, وتمكين غير المخلصين لانشاء شريحة كبيرة من المظلومين من المحبطين وبناء الاعتراض الاجتماعي.
والهدف الرئيسي لهذا المرض الخبيث هو قضاء الامم علي نفسها بدون تدخل, حيث ان الانسان يضطر الي بتر احد اعضاءه بنفسه وهو يقول الحمد لله انه لم يصيب اعضاء اخري, ومن هنا وجب علينا جميعا ان ندرك ونبحث في العلاج الحقيقي وليس علاج مسكن للظاهرة.
هل من دولة عربية الان ليست مصابة بهذا السرطان وان كان غير ظاهرا, فليست الاصابة المقصودة بها حالة التدخل للبتر او العلاج وانما الاصابة هي حالة تطور المرض وتمكنه باستراتيجياته المعروفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى